للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخاطبه الغلمان فيه وطال الخطب معه فأقام على الامتناع فقالوا:

- «فنشير بمن تراه.» فأومأ إلى أخيه عبد الرحمن. فأنفذ الراضي بالله المظفّر بن ياقوت إلى عبد الرحمن فأحضره وأوصله إلى الراضي وعرّفه أنّه قلّده وزارته ودواوينه وخلع عليه وركب فى الخلع ومعه الجيش إلى داره وأحرقت دار أبى علىّ.

[وزارة عبد الرحمن بن عيسى]

لمّا تقلّد عبد الرحمن غلب علىّ بن عيسى على التدبير فعلم أبو العبّاس الخصيبى وأبو القاسم سليمان بن الحسن وقد كنّا ذكرنا أمرهما وما كان من نفى [١] علىّ بن مقلة إيّاهما إلى عمان وتقدّمه إلى يوسف بن وجيه صاحب عمان بحبسهما وأنّ يوسف بن وجيه أطلقهما فصارا إلى بغداد واستترا بها إلى أن [٥١٤] قبض أبو علىّ ابن مقلة.

فلمّا كان فى هذا الوقت أكرمهما عبد الرحمن الوزير وكانا يصلان معه إلى الراضي بالله مع أبى جعفر محمّد بن القاسم الكرخي وأبى علىّ الحسن بن هارون وعلىّ بن عيسى لا يتأخّر أيضا عن الحضور معهم وسلّم أبو علىّ ابن مقلة إلى الوزير عبد الرحمن فضربه بالمقارع وأخذ خطّه بألف ألف دينار ثمّ سلّمه إلى أبى العبّاس الخصيبى فجرت عليه من المكاره والضرب والرهق أمر عظيم وحضر أبو بكر ابن قرابة بعد مدّة فتوسّط أمره وضمن ما عليه وتسلّمه وكان أدّى إلى الخصيبى نيّفا وخمسين ألف دينار.

وصرف بدر الخرشنى عن الشرطة لانحراف الحجريّة عنه وولّى أعمال المعاون بإصبهان وفارس لأنّ الحجريّة كرهوا مقامه بالحضرة فخلع عليه


[١] . كذا فى الأصل ومط: نفى. وفى مد: تفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>