وتتابعت السنون إلى سنة ستّ وستين ومائة لم يجر فيها ما يكتب ويستفاد به شيء.
[غضب المهدى على يعقوب بن داود]
ولمّا كانت سنه ستّ وستّين ومائة، غضب المهدىّ على يعقوب بن داود.
ذكر السبب فى ذلك كان يعقوب بن داود محبوسا فى المطبق حتّى من عليه المهدىّ. وسبب حبسه أنّ أباه داود بن طهمان وإخوته كانوا كتّابا لنصر بن سيّار، ولمّا كانت أيّام يحيى بن زيد، كان يدسّ إليه وإلى أصحابه ما يسمع من نصر ويحذّرهم.
فلمّا خرج أبو مسلم يطلب بدم يحيى بن زيد ويقتل قتلته والمعينين عليه، أتاه داود بن طهمان مطمئنّا إليه لما كان يعلم ممّا جرى بينهما فأمنه أبو مسلم ولم يعرض له فى نفسه، لكنّه أخذ أمواله التي استفادها أيّام نصر، وترك له ضيعة كانت له قديمة.
فلمّا مات داود خرج ولده أهل أدب وعلم بأيّام الناس وسيرهم وأشعارهم، ونظروا فإذا ليس لهم عند بنى العبّاس منزلة، فلم يطمعوا فى خدمتهم لحال أبيهم من كتابة نصر. فأظهروا مقالة الزيدية ودنوا من [٥٠٣] آل الحسن طمعا فى أن تكون لهم دولة فيعيشوا فيها.
فكان يعقوب منفردا يجول البلاد، وكان مع إبراهيم بن عبد الله أحيانا فى طلب البيعة لمحمّد بن عبد الله. فلمّا ظهر إبراهيم بالبصرة كان معه، فلمّا قتل محمّد وإبراهيم تواروا، فأمر المنصور بطلبهم، فأخذ يعقوب وأخوه علىّ