للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «هاتوه [١] فمشى قليلا ثمّ جاءه رسول يقول:

- «احملوه.» فحمل إلى مضرب أمير المؤمنين. ثمّ أقبل الناس بالأسرى والسبي من كلّ وجه فأمر المعتصم أن يميّز الأسرى فيعزل منهم أهل الشرف فى ناحية، ثمّ أمر بالمقاسم أن ينادى عليها كلّ صاحب عسكر فى ناحيته ووكّل مع كلّ قائد من هؤلاء رجلا من قبل أحمد بن أبى دؤاد يحصى عليه فبعث المقاسم فى خمسة أيّام يبيع منها ما استباع وأمر بالباقي فضرب بالنار.

ولمّا همّ المعتصم بالرحيل وثب الناس على مغنم ايتاخ الذي كان يبيعه وهو اليوم الذي عجيف وعد فيه الناس أن يثب بالمعتصم، فركض المعتصم بنفسه ركضا وسلّ سيفه فتنحّى الناس من بين يديه وكفّوا عن انتهاب المغنم، فرجع إلى مضربه [٢٦٣] وأمر من الغد أن لا ينادى على الشيء إلّا ثلاثة أصوات وإلّا بيع العلق. فكان ينادى على الرقيق خمسة خمسة وعشرة عشرة وعلى المتاع الكبير جملة واحدة.

وكان ملك الروم قد وجّه رسولا فى أوّل ما نزل المعتصم عمّوريّة، فأنزله المعتصم على ثلاثة أميال حتّى فتح عمّورية. فلمّا فتحها أذن له فى الانصراف ولم يصل إليه.

[حبس العباس بن المأمون]

وفى هذه السنة حبس المعتصم العباس بن المأمون وأمر بلعنه.


[١] . فى الأصل وتد (٤٩٤) : هاتموه. فى آومط وآ والطبري (١١: ١٢٥٣) : هاتوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>