للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الأسباب التي اتّفقت على الخاقاني حتّى صرف عن الوزارة

كان أبو العبّاس ابن الخصيبى وقف على مكان زوجة المحسّن بنت حنزابة فسأل أن يولّى النظر [٢٤٢] فى أمرها واستخراج مالها. ففعل ذلك واستخرج منها سبعمائة ألف دينار وصحّحها فى بيت مال الخاصّة. فتمهّدت له بذلك حال جليلة عند المقتدر ورشّحه للوزارة وبلغ ذلك الخاقاني فحمل ابن بعد شرّ على أن بذل خطّه أنّه يستخرج من الخصيبى [١] مائة ألف دينار معجّلة وصلت إليه من مال المحسّن وزوجته زيادة على ما صحّحه من هذه الجهة.

وعرض الخاقاني الرقعة فلم تقع موقعها واتصل الخبر بأبى العبّاس الخصيبى فكتب إلى المقتدر رقعة يذكر فيها معايب الخاقاني وابنه وكتّابه وضياع الأموال وفساد التدبير وسلّمها إلى من يعرضها على المقتدر والسيّدة.

وبلغ ذلك الخاقاني واشتدّت به الأراجيف وضعفت نفسه وكان عليلا فزادت عليه حتّى أقام شهورا لا يقدر على أكل لحم حمل ولا طائر وكان يأكل كلّ يوم وزن أربعين درهما خبزا، ثمّ صار عشرين درهما، وظهر به ورم فى يديه [٢] ورجليه ووجهه وكان يتجلّد ويركب فى كلّ شهر مرّة أو مرّتين إلى دار السلطان وينوب عنه ابنه فى أيّام المواكب.

فشغب الفرسان لطلب أرزاقهم وخرجوا إلى المصلّى فوعدوا به وتأخّر عنهم [٢٤٣] فعادوا وطمعوا فى النهب.

وأشرفت بغداد على فتنة عظيمة وخرج إليهم ياقوت بتوقيع المقتدر بالله


[١] . فى مط: الحصنى.
[٢] . كذا فى الأصل ومط: يديه. وفى مد: بدنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>