للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الهرب مع إرهاق الأمر واشتداد الطلب وكدّ السير. فاستأمن منهم أكثر من ألفى رجل وتقطّع الباقون وغنم الأتراك غنما عظيما.

ذكر ما دبّره الغلمان فى قتل المستأمنة إليهم من الديلم

لمّا اجتمع الديلم المستأمنون إلى خيم ضربها طغان لهم تشاور الغلمان فيهم فقالوا:

- «هؤلاء قوم موتورون وعدّتهم أكثر من عدّتنا، وإن استبقيناهم معنا خفنا ثورتهم، وإن خلّينا عنهم لم نأمن عودتهم.» فاستقرّ رأيهم على القتل وطرحوا الخيم عليهم ودقّوهم بالأعمدة حتى أتوا عليهم.

فكانت هذه [٣٦٧] الوقعة أخت وقعة الحلبة فى كثرة من قتل من الديلم [١] ووردت الأخبار فى أمثالها وسار طغان إلى الأهواز فدخلها واستولى على جميع أعمالها وعادت طائفة من الغلمان إلى مدينة السلام.

[ذكر ما فعله بهاء الدولة عند حصوله بواسط]

استقرض من مهذّب الدولة مالا بعد القرض الأول واستقرّ بينهما فى أمر البصرة أن يحدر بهاء الدولة عسكرا ويضمّ مهذّب الدولة إليهم عددا من رجاله. فجرّد أبا كاليجار المرزبان لذلك فى طائفة من الجند ورتّب مهذّب الدولة أصحابه معهم وانحدر الجماعة.

وكان أبو الطيب الفرّخان قد وصل من سيراف فى البحر وملك البصرة


[١] . ووقعة الحلبة انهزم فيها قوم خرجوا من بغداد لقتال البساسيرى فى سنة ٤٥٠ وقتل منهم جماعة.
ليراجع الكامل لابن الأثير ٩: ٤٤١ (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>