ورام الوزير أبو الفضل تسكينهم فتعذّر عليه حتى أركب إليهم طائفة من الجيش فواقعوهم [٣٩١] وكسروهم ونقصت الهيبة أكثر مما كانت عليه وركب أبو الفضل بنفسه لقتال العيارين وواقعهم فلم يقدر عليهم.
وكان فى حجابه رجل يعرف بصافى ذميم الأخلاق دنىّ النفس يتعصب لأهل السنة. فضرب محلة الكرخ وهي مجمع الشيعة ومعظم التجار بالنار فعظم الحريق وتلفت البضائع وصارت المضرّة على الرعية فيما دبّره سلطانها أعظم مما جناه سفهاؤها.
[الوزير يصرف نقيب الطالبيين]
وكان بين أبى أحمد الموسوي- وهو الحسين ابن موسى ويتولى نقابة الطالبيين- وبين أبى الفضل الوزير مناظرة فيما جرى على الشيعة فأظهر امتعاضا وخرج فى المناظرة إلى المهاترة. فصرفه الوزير عن النقابة بأبى محمد بن الناصر وهو الحسن بن أحمد العلوي وحصل أبو أحمد الموسوي من أعداء أبى الفضل المكاشفين له المثربين عليه وحصل أبو الفضل فريدا لا ناصر له.
[سبب عداوة سبكتكين للوزير أبى الفضل]
أمّا سبكتكين فيطلب عنده ثأر أبى قرّة وفى نفسه عليه ما كان منه فى استدعاء بختكين آزاذرويه من الأهواز إلى واسط ليقيم مقامه ويجعله ضدّا له، وشيء آخر كان عظيما عنده قبيحا وهو أنّ سبكتكين كان يختصّ غلاما تركيا من غلمانه، فغضب عليه وأمر ببيعه فى السوق فنصب الوزير أبو