أطيب مسموعها، وقسها بضدها من الشرّ والظلم [٢٠٢] تجد لهما منظرا فظيعا ومسمعا شنيعا. فطوبى لمن حكم فى التمييز سمعه وبصره، ثم وفّق فى الإختيار للأحسن وتتبّع أثره.
ونظر أبو نصر سابور بن أردشير فى الأعمال والمعاملات وغمس يده فيما انحلّ عن الديلم من الإقطاعات ونظر فى الأمور ونفّذها إلى حين ورود أبى منصور محمد بن الحسن بن صالحان على ما يأتى ذكره.
[ودخلت سنة سبع وسبعين وثلاثمائة]
فيها ورد الأمير أبو منصور وتلقّاه الناس كافّة من مدينة السلام إلى المدائن. ثمّ تلقّاه شرف الدولة إلى الشفيعى فدخل البلد على غاية الإكرام.
وانتظمت الأمور على يديه كلّ الانتظام وطالب العمّال بعمل المصالح وأخذهم بإقامة العمارات ووجد الأسعار متزايدة والأقوات متعذّرة فرتّب نقل الغلّات من بلاد فارس فى البحر وجدّ فى حملها من كلّ بلد.
واستتر سابور ابن أردشير مدة، ثم توسّط أبو بكر الفرّاش حاله على أخذ الأمان له من أبى منصور فآمنه.
[ذكر بعض أخلاقه وطرائقه [٢٠٣]]
كان الغالب عليه فعل الخير وإيثار العدل وحسن الطريقة فى الدين. فإذا سمع الأذان بالصلاة ترك جميع شغله ونهض من مجلسه لأداء فرضه، ثم عاد بعد ذلك إلى أمره.
قال صاحب التاريخ:
- «ما رأينا وزيرا دبّر من الممالك ما دبّره، فإنّ مملكة شرف الدولة أحاطت بما بين الحدّ من كرمان طولا إلى ديار ربيعة وبكر، وعرضا إلى