- «ما أحبّ أن نفترق حتّى ألقاه فى جماعتكم الكوفة فى ظهورنا والحصن فى أيدينا.» وأقبل شبيب حتّى نزل موضع حمّام أعين، ودعا الحجّاج الحارث بن معاوية بن أبى زرعة بن مسعود الثقفي، فوجّهه فى ناس من الشرط لم يكونوا شهدوا يوم عتّاب، ونحو من مائتي رجل من أهل الشام، فخرج فى ألف رجل، فنزل زرارة [١] . وبلغ ذلك شبيبا فتعجّل إليه. فلما انتهى إليه، حمل عليه فقتله وانهزم أصحابه [٣٧٧] وجاءوا حتّى دخلوا المدينة، وأقبل شبيب حتّى قطع ودنا من الكوفة، فبعث البطين فى عشرة فوارس يرتاد له منزلا على شاطئ الفرات فى دار الرزق. فوجّه الحجّاج حوشب بن يزيد فى جمع من أهل الكوفة، فأخذوا بأفواه السكك، فقاتلهم البطين، فلم يقو عليهم. فبعث إلى شبيب، فأمدّه بفوارس، فعقروا فرس حوشب وهزموه، ونجا ومضى البطين إلى دار الرزق فى أصحابه وعسكر على شاطئ الفرات، فلم يوجّه إليه الحجّاج أحدا. فمضى شبيب حتّى نزل السبخة وأقام ثلاثا لا يوجّه إليه الحجّاج أحدا، فابتنى مسجدا فى أقصى السبخة عند الإيوان، وكانت امرأته غزالة نذرت أن تصلّى فى مسجد الكوفة ركعتين تقرأ فيها البقرة وآل عمران. فجاء شبيب مع امرأته حتّى وفت
[١] . زرارة: كذا فى مط والطبري ٨: ٩٥٧. وما فى الأصل غير واضح تماما.