للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها كانت وقعة بين أحمد بن ليثويه صاحب مسرور وبين علىّ بن أبان

فهزم الزنوج وقتل منهم مقتلة عظيمة وذلك أنّ مسرورا وجّه أحمد بن ليثويه إلى ناحية الأهواز وكان علىّ بن أبان بتستر فقصده ابن ليثويه فزحف علىّ بن أبان إليه وهو يبشّر أصحابه ويعدهم الظفر ويحكى ذلك لهم عن الخبيث. فلمّا وافى الباهليون- وهي قرية تعرف بذلك [١]- تلقّاه ابن ليثويه فى جماعة كثيفه من خيل السلطان واستأمن إليه جماعة من العرب فانهزم علىّ بن أبان ثمّ كرّ عليهم مع جميعة من رجّالته فاشتدّ القتال وترجّل علىّ بن أبان فباشر القتال بنفسه راجلا وبين يديه غلام يقال له فتح، وبصر بعلىّ بن أبان قوم فعرفوه وأنذروا الناس به، فانصرف هاربا حتّى لجأ إلى المسرقان، فألقى نفسه فيه وتلاه فتح فغرق فتح ولحق علىّ بن أبان نصر الرومي فتخلّصه [٥٠٧] من الماء وكان أصاب ساقه سهم، فانصرف مفلولا من أنجاد السودان وأبطالهم عدد كثير.

[ودخلت سنة ثلاث وستين ومائتين ظفر يعقوب بن الليث بمحمد بن واصل]

وفيها ظفر يعقوب بن الليث بمحمد بن واصل أخذه ابن عزيز بن السرىّ فجاء به إلى يعقوب أسيرا.

وملك يعقوب فارس وسار إلى الأهواز، فلمّا صار إلى النوبندجان انصرف أحمد بن ليثويه عن تستر وارتحل عن بلدان الأهواز كلّ من كان بها من قبل


[١] . أى الباهليون اسم قرية. انظر الطبري (١٢: ١٩١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>