منه متى لحقه الطلب. فأشير عليه بطيها [١] فتحصّن فيها وجمع إليه كلّ من ظهر منه مكاشفة للسلطان ويثق به من أهل الطفوف وغيرهم وكاتب صاحبه [٥٠٥] بذلك وبما دبّره، فكتب إليه يصوّب رأيه.
ثمّ إنّه وجّه الجبّائى فى عسكر فبلغه أنّ أغرتمش وخشيشا قد أقبلا فجزع منهما وأخذ فى الاستعداد للقائهما. ورجع إليه الجبّائى منهزما وصعد سليمان سطحا فأشرف منه فرأى الجيش فنزل مسرعا وعبر النهر وأمر السودان أن يستتروا حتّى لا يظهر منهم أحد ويتواروا بالأدغال وتدعوا القوم حتّى يتوغّلوا ولا يتحرّك واحد إلى أن يسمعوا أصوات طبوله فإذا سمعوها خرجوا. وقصد أغرتمش لجيشه وشغلهم قائد من قوّاد الزنج عن دخول العسكر يقال له: أبو الندى، وشدّ سليمان من وراء القوم وضرب الزنج بطبولهم وألقوا أنفسهم فى الماء للعبور إليهم فانهزم أصحاب أغرتمش، وخرج إليهم من كان بطميشا من السودان فوضعوا فيهم سيوفهم وانهزم خشيش على أشهب كان تحته يريد الرجوع إلى عسكره. فتلقّاه السودان فصرعوه وأخذته سيوفهم فقتل وحمل رأسه إلى سليمان.
وقد كان خشيش حين أسرعوا إليه قال لهم:
- «أنا خشيش فلا تقتلوني واذهبوا بى إلى صاحبكم.» فلم يسمعوا قوله. وانهزم أغرتمش وظفر الزنج بعسكره [٥٠٦] وشذاءاته ودوابّه وأسلابه وكتب إليه صاحبه بالفتح وحمل إليه رأس خشيش وخاتمه، فأمر فطيف به فى عسكره ونصب ثمّ حمله إلى علىّ بن أبان وهو يومئذ مقيم بنواحي الأهواز، وأمر بنصبه هناك.
[١] . فى الأصل: بطيها. وفى الموضع الآتي: بطيها. فى الطبري (١٢: ١٩٠٥) طهيثا. (فى كلا الموضعين) فى مط. طميشا (فى كلا الموضعين) .