للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرمح كالبرق، حتى خالط القوم، وأكبّ عليهم بالطعن. فلم تكن هنيهة حتى ثلم في القوم ثلمة عظيمة، وفشا في الترك: إسفنديار قد أطلق من الحبس، فانهزموا لا يلوون على شيء، وانصرف إسفنديار وقد ارتجع العلم الأكبر، [٥٨] وحمل معه منشورا.

فلمّا دخل على بشتاسف، استبشر بظفره، وأمر باتّباع القوم وقتل خرزاسف إن قدر عليه، بلهراسف، وبقتل جوهرمز وأندرمان، بمن قتل من ولده، وبهدم حصون الترك وبحرق مدنها وبقتل أهلها، بمن قتلوا من حملة الدين، وباستنقاذ السبايا، ووجّه معه من القواد والعظماء خلقا كثيرا. فدخل إسفنديار بلاد الترك، ورام ما لم يرمه أحد، واعترض- على ما تزعم الفرس- العنقاء المذكورة [١] ، ورماها، ودخل مدينة الصفر [٢] عنوة، حتى قتل ملكها وإخوته ومقاتلته، واستباح أمواله، وسبى ذراريّه ونساءه واستنقذ أختيه، وكتب بالفتح إلى أبيه.

[ياسر أنعم]

فأمّا ملوك اليمن، فقد كتبناهم إلى عهد سليمان وأيّامه، ثمّ صار الملك إلى ياسر [٣] بن عمرو الذي يقال له: ياسر أنعم، [٤] لإنعامه على العرب. وكان سار غازيا نحو المغرب. حتى بلغ واديا يقال له: وادي الرمل، ولم يكن [٥٩] بلغه أحد قبله، ولم يجد وراءه مجازا لكثرة الرمل. فبينا هو مقيم إذ انكشف الرمل. فأمر بعض أهل بيته أن يعبر هو وأصحابه. فعبروا، ولم يرجعوا. فأمر بصنم من نحاس،


[١] . انظر الثعالبي: ٣٣٣.
[٢] . من أسماء مدينة بخارا (لد) . في الطبري: دز روئين، وتفسيرها بالعربية: الصفرية (٢: ٦٨٠) روئين دژ (حص) .
[٣] . مط: ياشر.
[٤] . مط: ناش نعم! هذه التصحيفات العجيبة نوردها بين حين وآخر للاشارة إلى ما لمخطوطة مط من قيمة سلبية، حتى تكون في حسبان القارئ عند مقارنته بينها وبين الأصل. في المفصل: ياسر يهنعم، ياسر ينعم، ياسر أنعم الحميري ملك سبأ (١: ٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>