للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأدخل صاحب الشامة إلى الرقّة ظاهرا للناس على فالج وعليه برنس حرير ودرّاعة ديباج وبين يديه المدّثّر والمطوّق على جملين.

رجوع المكتفي إلى بغداد بالقرمطىّ والمدّثّر والمطوّق وعاقبة أمرهم

ثمّ إنّ المكتفي خلّف عساكره مع محمّد بن سليمان وشخص هو فى خاصّته وغلمانه وشخص معه القاسم بن عبيد الله من الرقّة إلى بغداد وحمل معه القرمطى والمدّثّر والمطوّق وحمل من أسر فى الوقعة، وذلك فى أوّل صفر من هذه السنة.

وأراد المكتفي أن يدخل القرمطى إلى بغداد على دقل [١] منصوب على ظهر الفيل، فلم يمكن ذلك إلّا بهدم طاقات للأبواب التي يجتاز بها الفيل مثل باب الطاق [٣٩] وباب الرصافة. ثمّ استسمج [٢] الهدم فعمل حينئذ كرسىّ نصب على ظهر الفيل وكان ارتفاع الكرسىّ ذراعين ونصفا ودخل المكتفي بغداد وقدّم الأسرى بين يديه على جمال مقيّدين عليهم دراريع حرير وبرانس حرير والمطوّق وسطهم [٣] غلام ما خرجت لحيته قد جعل فى فيه خشبة مخروطة وشدّت إلى قفاه كهيئة اللجام، وذلك أنّه لمّا دخل الرقّة كان يشتم الناس إذا دعوا عليهم ويبصق عليهم، ففعل ذلك به ببغداد. ثمّ أمر المكتفي ببناء دكّة فى المصلّى العتيق من الجانب الشرقىّ تكسيرها عشرون ذراعا فى عشرين ذراعا، وارتفاعها نحو من عشرة أذرع، وبنى لها درج يصعد إليها.


[١] . الدقل: خشبة طويلة تشدّ فى وسط السفينة ويمدّ عليها الشراع، وأصله الفارسي: دكل.
[٢] . فى الطبري: استسمج، وفى حواشيه: استقبح (١٣: ٢٢٤٣) .
[٣] . فى الطبري (١٣: ٢٢٤٣) : فى وسطهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>