للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرمطى قدّم أصحابه وتخلّف هو فى جماعة من أصحابه لأجل حفظ مال كان جمعه وجعل سواده وراءه. فالتحمت الحرب بين العسكرين واشتدّت، فهزم أصحاب القرمطى فقتلوا وأسر منهم خلق كثير وتفرّق الباقون فى البوادي، وتبعهم السلطان.

فلمّا رأى القرمطى هزيمة أصحابه حمّل فيما قيل أخا له يكنّى أبا الفضل مالا وتقدّم إليه أن يلحق بالبوادي إلى أن يظهر فى موضع فيصير. إليه وركب هو وابن عمّه المسمّى: المدّثّر والمطوّق صاحبه وغلام له رومىّ وأخذ دليلا وسار يريد الكوفة عرضا في البرّيّة حتّى انتهى إلى موضع يعرف بالدالية من أعمال الفرات وقد نفد ما كان معهم من الزاد، فوجّه بعض من كان معه ليأخذ لهم بعض ما يحتاجون إليه.

فدخل الدالية المعروفة بدالية ابن طوق ليشتري ما يحتاج إليه فأنكر زيّه وسئل عن أمره فجمجم [١] فأعلم المتولّى مسلحة هذه الناحية خبره، وكان يعرف بأبى خبزة خليفة ابن كشمرد عامل [٣٨] المكتفي بالرحبة وطريق الفرات. فركب فى جماعة وسأل هذا الرجل عن خبره وهدّده فأخبره أنّ صاحب الشامة خلف رابية هنالك فى ثلاثة نفر. فمضى إليهم فأخذهم وصار بهم إلى صاحبه. فوجّه بهم ابن كشمرد إلى المكتفي بالرقّة.

ورجعت الجيوش من الطلب بعد أن قتلوا وأسروا أكثر أولياء القرمطى وأشياعه.

وكتب محمّد بن سليمان بالفتح وكان المباشر للحرب وصاحب الظفر الحسين بن حمدان فقرّظه [٢] محمّد بن سليمان فى كتاب الفتح وأثنى عليه وعلى أصحابه.


[١] . فى مط: فحمحم (بإهمال الحائين) . والطبري (١٣: ٢٢٣٨) كالأصل.
[٢] . فى الأصل: قرطه (بإهمال الطاء) . فى مط: وظفّر.

<<  <  ج: ص:  >  >>