للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلىّ ثمّ أعادها ثانية إلى كمّه وأخرجها مملوءة مسكا ودفعها إلىّ وفعل ذلك مرات ثمّ قال:

- «واجعلي هذا فى طيبك فإنّ المرأة إذا حصلت عند الرجل احتاجت إلى الطيب.» قالت: ثمّ دعاني وهو جالس فى بيت على بواري فقال:

- «ارفعى جانب البارية من ذلك الموضع وخذي ممّا تحته ما تريدين.» وأومأ إلى زاوية البيت فجئت إليها ورفعت البارية فوجدت تحتها الدنانير مفروشة [١٥٧] ملء البيت، فبهرني ما رأيت من ذلك. فأقيمت المرأة وحصلت فى دار حامد إلى أن قتل الحلّاج.

الجدّ فى طلب أصحاب الحلّاج

وجدّ حامد فى طلب أصحاب الحلّاج وأذكى العيون عليهم وحصل فى يده منهم حيدرة والسمرّى ومحمّد بن علىّ القنّاى [١] والمعروف بأبى المغيث الهاشمي، واستتر ابن حمّاد وكبس منزله فأخذت منه دفاتر كثيرة وكذلك من منزل محمّد بن علىّ القنّاى فكانت مكتوبة فى ورق صينى وبعضها مكتوب بماء الذهب مبطّنة بالديباج والحرير مجلّدة بالأدم الجيّد. ووجد فى أسماء أصحابه ابن بشر وشاكر. فسأل حامد من حصل فى يده من أصحاب الحلّاج عنهما فذكروا أنّهما داعيان له بخراسان.

قال أبو القاسم بن زنجى: فكتبا فى حملهما إلى الحضرة أكثر من عشرين كتابا فلم يرد جواب أكثرها. وقيل فيما أجيب عنه منها: إنّهما يطلبان ومتى حصلا حملا، ولم يحملا إلى هذه الغاية.


[١] . فى مط: الفناى.

<<  <  ج: ص:  >  >>