ذكر غلط اتّفق بجناية جناها أبو سعد بهرام على العسكر حتى كسر وهزم بعد التمكن من أسر أبى تغلب والظفر به وبمن معه [٤٨٩]
كان عسكر عضد الدولة على نهاية الحرص على الظفر بسواد أبى تغلب واشتدّ طمعهم فيه لعلمهم بما معه من المال الصامت [١] الذي أخرجه من القلعة وأنّه لم يترك ذخيرة هناك من جوهر نفيس أو درّ ثمين أو متاع أو عين يخفّ محمله إلّا وهو معه ورأوا الصناديق بعينها التي وصفت لهم أنّها محمولة من القلعة. فحمل الأتراك وفرسان العسكر ومن يوثق بفرسه وسلاحه متسرعين إلى غنيمة تلك الأموال فناداهم أبو سعد بهرام:
- «يا فتيان العسكر احفظوا تلك الصناديق فإنّها لمولانا.» وكرر ذلك وتابعه فانكسر القوم ففتروا فى الطلب ونظر إليهم أعداؤهم منخزلين وهم لا يعرفون السبب. فحمل عليهم أبو تغلب فى عسكره فانهزموا ووقع بعضهم على بعض فقتل منهم خلق كثير. وضرب طغان ضربات تعطّل منها كثير من أعضائه وأفلت مع أبى سعد وقد أشرفوا على الهلاك بعد أن أشرفوا على الغنيمة والظفر.
[وذلك عند دخول سنة ثمان وستين وثلاثمائة]
ثم إنّ أبا تغلب بعد كسره طغان وأبا سعد أمن وصار إلى حصن زياد وأقام. وكانت جيوش قسطنطينية قد سارت إلى ورد فشغل عنه بنفسه وأنفذ إليه ميرة كثيرة وأشار عليه بأن يلحق به ليجتمعا على حرب خصومه فإذا انهزموا واستظهر عليهم عاد فنصره.