للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهدىّ وبصمير [١] أمّ علىّ بن ريطة بنت المصمغان فهذا فتح طبرستان الأوّل.

ثمّ دخلت سنة اثنتين وأربعين ومائة

وفيها نقض إصبهبذ طبرستان، العهد بينه وبين المسلمين، وقتل من كان ببلاده من المسلمين فبلغ ذلك المنصور، فوجّه خازم بن خزيمة وروح بن حاتم، وأبا الخصيب مولى أبى جعفر فقاتلوهم حتّى طال عليهم. فاحتال أبو الخصيب فى ذلك وقال لأصحابه:

- «اضربونى واحلقوا رأسى ولحيتي.» ففعلوا ذلك به، ولحق بالإصبهبذ صاحب [٣٩١] الحصن وقال:

- «إنّه ركب منّى ما ترى بتهمة ألحقوها بى وظنّوا أنّ هواى معك.» وأخبره أنّه اليوم معه وأنّه يدلّه على عورة العسكر. فقبل منه الإصبهبذ ذلك وجعله فى خاصّته وألطفه ووكّل به من يتعرّف أخباره فصبر، ولم يزل يظهر طاعته ونصيحته حتّى وثق به وتمكّن ممّا أراد. فراسل أصحابه بل كاتبهم فى نشّابة وواعدهم أن يفتح لهم الباب يوما بعينه. ففعل، فدخلوا وقتلوا من فيها وسبوا الذرارىّ وظفروا ببيت الإصبهبذ وبشكلة [٢] أمّ إبراهيم بن المهدىّ وهي بنت كاتب المصمغان، ومصّ الإصبهبذ خاتما له فيه سمّ، فقتل نفسه.

[ودخلت سنة ثلاث وأربعين ومائة]

ولم يجر فيها ما تستفاد منه تجربة.


[١] . فى الأصل: صمير: فى مط: قمصير. وما فى آ: مهمل. فى الطبري (١٠: ١٣٧) : صمر.
[٢] . الضبط من الطبري (١٠: ١٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>