كتاب تجارب الأمم وتعاقب الهمم

ثم دخلت سنة إحدى وأربعين ومائة - فتح طبرستان - ج: 3 - ص: 377

فأجمعا على محاربة المسلمين. وانصرف الإصبهبذ إلى بلاده. فحارب المسلمين وطالت الحروب. فأشار برزين [١] أخو المصمغان على المنصور بتوجيه عمر بن العلاء، وكان برزين قد عرف عمر أيّام رستقباذ [٢] وأيّام الرونديّة وقال:

- «يا أمير المؤمنين، إنّ عمر أعلم الناس ببلاد طبرستان فوجّهه.» وعمر بن العلاء هو الذي يقول فيه بشّار:

فقل للخليفة إن جئته ... نصيحا ولا خير فى المتّهم

إذا أيقظتك حروب العدى ... فنبّه لها عمرا ثمّ نم

فتى لا ينام على دمنة ... ولا يشرب الماء إلّا بدم

فوجّهه المنصور وضمّ إليه خزيمة بن خازم [٣] فدخل الرويان وفتحها وأخذ [٣٩٠] قلعة الطاق وما فيها.

وطالت الحرب وألحّ خزيمة على القتال، ففتح طبرستان وقتل منهم فأكثر.

وصار الإصبهبذ إلى قلعته وطلب الأمان على أن يسلّم القلعة بما فيها من ذخائره. فكتب بذلك المهدىّ إلى أبى جعفر، فوجّه أبو جعفر بصالح صاحب المصلّى وعدّة معه، فأحصوا ما فى الحصن ثمّ انصرفوا. وبدا للإصبهبذ، فدخل بلاد جيلان من الديلم، فمات بها، وأخذت ابنته، فهي أمّ إبراهيم بن العبّاس بن محمّد، وصمدت الجيوش للمصمغان، فظفروا به وبالبحتريّة أمّ منصور بن

---

[١] . فى الطبري (١: ١٣٦) : فى الطبري: أبر.
[٢] . فى الطبري: (١٠: ١٣٧) : سنباذ، بدل رستقباذ. فى حواشيه: رستقباذ.
[٣] . كذا فى الأصل ومط وآ: خزيم بن خازم. فى الطبري (١٠: ١٣٧) : خازم بن خزيمة.