للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما كان من أمر أصحاب مرداويج]

فأمّا ما جرى عليه أمر أصحاب مرداويج فانّ أبا مخلد كان يتحدّث- وكان من خدم مرداويج وصاحب دولته- أنّ تابوت مرداويج حمل إلى الرىّ. وقال: [٤٨٧] فما رأيت يوما أعظم من اليوم الذي دخل فيه تابوته الرىّ وذاك أنّ الجيل والديلم بأجمعهم ساروا مشاة حفاة معه أربعة فراسخ.

وذكر أنّه كان أخوه وشمكير ماشيا معهم ثمّ مضوا من إصبهان على بكرة [١] أبيهم معه إلى الرىّ وكان الناس لا يشكون أنّهم يستأمنون إلى علىّ بن بويه فبطل هذا الظنّ وقال:

- «لم أر قطّ عسكرا هلك صاحبه فوفى له رجاله وجنده بغير درهم ولا دينار ذلك الوفاء فإنّهم صاروا إلى أخيه وشمكير على هذه الحال.» وعرف شيرج أن إصبهان خالية- وكان بالأهواز من قبله- فسار للوقت إلى عسكر مكرم وستر الخبر وكان بها هرجام الجيلىّ فأسرّ إليه بالخبر وأخذه معه ثمّ سار إلى تستر وبها جيلىّ وكان وجها كبيرا فحدّثه وأخذه معه وقصد جنديسابور وبها إسماعيل الجيلي وكلّ واحد من هؤلاء نظير لشيرج، فأطلعه على الأمر وسار بمسيره فصارت الجماعة إلى السوس وبها عبد الله بن وهبان القصباني البصري عامل كور الأهواز من قبل مرداويج والشابشتى الحاجب وكان ثقة مرداويج وكان رتّبهم مرداويج على ما ذكر أبو مخلد على أن يتوجّه [٤٨٨] شيرج إلى واسط ثمّ إلى بغداد وكان مرداويج ينتظر خروج الشتاء فى سنة ثلاث وعشرين فيقصد أرجان أوّلا ثمّ يناجز علىّ بن بويه.

فإذا فرغ منه عدل إلى الأهواز ثمّ منها إلى السوس وينفذ معظم خيله إلى


[١] . كذا فى الأصل ومط: بكرة. وفى مد: مكبّرة، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>