ناصر الدولة مع ابن عمّه أبى عبد الله الحسين بن حمدان من أذربيجان لمّا أقبل إليها ديسم الكردي. وكان ديسم هذا من قوّاد ابن أبى الساج وكان أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان مقلّدا من قبل بن عمّه أبى محمّد الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة أعمال المعاون بأذربيجان.
وفيها اختصّ قاضى القضاة أبو الحسين عمر بن محمّد بالراضى بالله حتّى حلّ محلّ الوزراء وصار الراضي يشاوره فى الأمور ويدخله فى التدبير ويصل إليه مع عبد الله بن علىّ النفرى خليفة الوزير الفضل بن جعفر ولا ينفذ أمرا إلّا بعد مشورته.
[وفيها قصد الراضي بالله وبجكم معه ديار ربيعة والموصل ذكر السبب فى ذلك [١٢]]
كان السبب فى ذلك انّ ناصر الدولة أخرّ ما اجتمع عليه من مال الحمل الذي كان فى ضمانه للموصل وأخرّ مال الضياع التي فى عمله بخدمة الراضي بالله فكان الراضي مغيظا عليه، فاجتمع رأيه مع بجكم على قصده.
[ودخلت سنة سبع وعشرين وثلاثمائة]
فلمّا كان يوم الثلاثاء لثلاث خلون من المحرّم خرجا وأقام الراضي بتكريت ونفذ بجكم إلى الموصل فى الجانب الشرقي من دجلة. فتلقّته زواريق أنفذها ناصر الدولة فيها دقيق وشعير وحيوان هدية إلى الراضي.
فأخذها بجكم وفرّق ما فيها على حاشيته وأصحابه وفرّغها وعبر فيها إلى الجانب الغربي وسار حتّى لقى ناصر الدولة بالكحيل وجرت بينهما وقعة