وانهزم فيها أصحاب بجكم. ثمّ حمل بجكم بنفسه على ناصر الدولة حملة حقّق فيها فانهزم وتبعه بجكم ولم ينزل الموصل إلى أن بلغ نصيبين.
ومضى ابن حمدان على وجهه إلى آمد وأقام بجكم بنصيبين وكتب إلى الراضي بالله بالفتح. فلمّا ورد كتابه بالفتح على الراضي بالله سار من تكريت يريد الموصل وكان مسيره فى الماء.
وكان قبل ورود كتاب بجكم بالفتح قد لحق القرامطة الذين مع الراضي بتكريت مضايقة فى أرزاقهم فانصرفوا مغضبين إلى بغداد. فلمّا وصلوا إليها ظهر ابن رائق من استتاره ببغداد وانضمّوا إليه. ويقال: إنّ انصرافهم من تكريت كان بمراسلة [١٣] منه إليهم ومكاتبة فى اجتذابهم.
وورد الخبر بذلك مع طائر إلى تكريت فخاف الراضي أن يسرى إليه ابن رائق والقرامطة فيأخذونه فخرج من الماء مبادرا وركب الظهر وسار إلى الموصل ودخلها ومعه علىّ بن خلف بن طناب كاتبه وهو قلق من ابن رائق.
ولمّا بلغ الحسن ابن عبد الله بن حمدان انصراف بجكم من نصيبين سار من آمد إليها. فانصرف عنها وعن أعمال ديار ربيعة من كان خلفه بجكم فيها من قوّاده وصاروا إلى الموصل وحصلت ديار ربيعة فى يد ابن حمدان فزاد ذلك فى قلق بجكم. وأخذ أصحاب بجكم يتسلّلون ويخرجون من الموصل إلى بغداد حتى احتاج بجكم إلى أن يسدّ أبواب دروب الموصل ويحفظ أصحابه وزاد ذلك فى اضطراب بجكم إلى أن قال:
- «حصلنا على أن يكون فى يد الخليفة وأمير الأمراء قصبة الموصل فقط.» وأنفذ بن حمدان- قبل أن يتصل به خبر ابن رائق وظهوره ببغداد- أبا أحمد الطالقاني الذي كان أسره إلى بجكم يلتمس الصلح ويبذل أن يقدّم خمسمائة ألف درهم معجلة.