للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قتال شديد ضرب فيه رجل ساق حكيم]

فاقتتلوا قتالا شديدا. وضرب رجل ساق حكيم، فقطعها. فأخذ حكيم ساقه ورماه بها، فأصاب عنقه، فصرعه. ثم حبا إليه فقتله واتكى عليه، فانتهى إليه رجل وقال له: «من قتلك؟» قال: «وسادتى.» وقتل سبعون رجلا من عبد القيس.

وقال حكيم حين قطعت رجله:

يا فخذ لن تراعى ... إنّ معى ذراعي

[أحمى بها كراعى] [١]

فاحتمل الرجل حكيما وضمّه في ستين من أصحابه. فتكلّم يومئذ وإنّه لقائم على رجل- وإنّ السيوف لتأخذهم- لا يتعتع:

- «إنّا خلّفنا هذين، وقد بايعا عليّا، وأعطياه الطاعة، ثم أقبلا مخالفين يطلبان بدم عثمان، وهما كاذبان، وإنّما أراغا [٢] المال والإمرة.» وأخذته السيوف، فأنيم، وأنيم أصحابه، وأفلت حرقوص بن زهير وحده.

ونادى منادى عائشة:

- «ألا من كان فيهم من قبائلكم أحد ممن غزا [٥٣٤] المدينة، فليأتنا بهم.» فجيء بهم كما يجاء بالكلاب، فقتلوا. فما أفلت منهم غير حرقوص. فخشّنوا صدور بنى سعد، وإنهم لعثمانية، حتى انفردوا. وغضب عبد القيس لمن قتل منهم بعد الوقعة، ثم أمرا للناس بأعطياتهم، وفضّلا أهل السمع.

فخرجت عبد القيس وكثير من بكر بن وائل. فبادروا إلى بيت المال، وركبهم


[١] . تكلمة من الطبري (٦: ٣١٣٠) . وله رواية أخرى أيضا. أنظر (٦: ٣١٣٦) .
[٢] . مط: أرادا المال. أراغا: أرادا بالمكر والحيلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>