رجا فى خلاف الحقّ عزّا وإمرة ... فألبسه التأميل خفّ حنين
قتل محمّد بن يزيد المهلّبى
وفى هذه السنة رحل طاهر بن الحسين، حين قدم عليه هرثمة، من حلوان إلى الأهواز، فقتل عامل محمد عليها، وكان عامله محمد بن يزيد بن حاتم المهلّبى. [٩٠]
[وكان السبب فى ذلك]
أنّ محمد بن يزيد المهلّبى جمع جيوشا كبيرة حين توجّه إليه طاهر وأقبل حتّى نزل سوق عسكر مكرم وصيّر العمران والماء وراء ظهره. وخاف طاهر أن يعجل إلى أصحابه بجمعهم وسار بتعبئته، فجمع محمد بن يزيد أصحابه وقال:
- «ما ترون، أطاول القوم وأماطلهم اللقاء، أم أناجزهم كانت لى أم علىّ؟
فو الله ما أرجع إلى أمير المؤمنين أبدا ولا أنصرف عن الأهواز.» فقالوا: «الرأى أن ترجع إلى الأهواز فتحصّن بها وتغادى طاهرا اللقاء وتراوحه، وتبعث إلى البصرة فتفرض بها الفرض وتستجيش بمن قدرت عليه من قومك.» فقبل ما أشاروا به عليه وتابعه قومه. فرجع إلى سوق الأهواز. فحرص طاهر أن يسبقه إليها قبل أن يتحصّن بها فلم يقدر على ذلك. وسبق محمد بن يزيد إلى المدينة فدخلها وأسند إلى العمران وعبّأ أصحابه ودعا بالأموال فصبّت بين يديه، وقال لأصحابه:
- «من أراد منكم الجائزة والمنزلة فليعرّفنى أثره.» وقاتل الناس بين يديه حتّى ترادّوا ورآهم محمد بن يزيد [٩١] منهزمين