للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخزائن قدر حاجتهم وانتهب الغوغاء بذلك السبب سلاحا كثيرا ومتاعا آخر، وأتى بالحسين بن علىّ أسيرا، فلامه محمد ووبّخه وقال:

- «ألم أقدّم أباك على الناس وأولّه أعنّة الخيل؟ ألم أملأ يده من الأموال؟

ألم أشرّف أقداركم وأرفعكم على غيركم من القوّاد؟» قال: «بلى.» قال: «فما استحققت منك أن تخلع طاعتي وتؤلّب [١] الناس علىّ؟» قال: «خذلان الله يا أمير المؤمنين وأنت أكرم من عفا وصفح وتفضّل.» قال: «فإنّ أمير المؤمنين قد فعل ذلك بك، فعليك بثأر أبيك ومن قتل من أهل بيتك، فقد ولّيتك ذلك.» ثم دعا [٨٩] بخلعة فخلعها عليه وحمله على مراكب وولّاه، وهنّأه الناس. ثمّ خرج مع نفر من خاصّته ومواليه حتّى عبر الجسر ووقف حتّى خفّ الناس، ثمّ قطع الجسر وهرب.

فنادى محمد فى الناس فركبوا فى طلبه فأدركوه بمسجد كوثر على فرسخ من بغداد فى طريق نهر بين [٢] فلمّا بصر بالخيل نزل فتحرّم وصلّى ركعتين، ثمّ حمل عليهم حملات فى كلّها يهزمهم ويقتل منهم. ثمّ عثر به فرسه، فسقط وابتدره الناس طعنا وضربا حتّى قتلوه. فقال علىّ بن جبلة الحربي:

ألا قاتل الله الأولى كفروا به ... وفازوا برأس الهرثمىّ حسين

لقد أوّدوا [٣] منه قناة صليبة ... بشطب يمانىّ ورمح ردين


[١] . كذا فى الأصل وآ والطبري (١١: ٨٤٩) تؤلب. وفى مط: تقلّب.
[٢] . نهر بين: من نواحي بغداد. (مراصد الإطلاع)
[٣] . فى الطبري (١١: ٨٥١) : أوردوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>