التي كان فيها إلى رتبة الأتباع. وكره أبو الفرج جميع ذلك فخوطب فيه وأعلم أنّه [إن] لم يصبر على هذه الحال والقناعة بها انقطعت العلائق بينه وبين صاحبه بختيار ونصب للديوان غيره ثم يكون مطّرحا بعرض النكبة وربما تأدى الأمر إلى أكثر من ذلك من تسلط أعدائه عليه وانبساط أيديهم فيه وفى أعزته فاستجاب إلى عمل الديوان واستونف بتقليده إيّاه وخلع عليه الدراعة على رسم الكتابة.
وكان مما وفّره أبو الفضل فى وزارته إقطاعات استرجعها من قوم مثل أبى الفتح أخى عمران بن شاهين ومثل أبى عبد الله الأيسر المعروف بالجبّ ثم تجرد للأهواز ومحاسبة آزاذرويه وكتّابه.
واتفق فى وزارته أن أظهر الحبشي بن معزّ الدولة عصيان أخيه وطمع فى البصرة والتفرّد بها.
ذكر السبب فى عصيان الحبشي وتمكّن أبى الفضل منه وحصول أمواله وذخائره وأسبابه له
لما توفّى معزّ الدولة احتوى على الحبشي ابنه بالبصرة جماعة من حاشيته وجند البلد وأطمعوه فى البصرة وأقاموا فى نفسه أنّ المال الذي يرتفع من البصرة ينصرف معظمه إلى الجيش [٣٠٩] المقيمين بها وباقيه مصروف إلى نفقاته وليس يبقى بعد ذلك إلّا ما لا يستكثر أن يجعل حظّه من ميراث أبيه ويغضى عنه.
ثم أوهموه مع ذلك أنّ أخاه بختيارا لا يتمكن من الوصول إليه مع حصانتها لوهم بذلك فابتدأ يستبدّ بالأموال والأمور ويستولى على العمال ويتحيّفهم. وكان مغيظا على عامل البصرة الحسين بن الحسن المكنّى أبا طاهر فعمل على القبض عليه والتشفي منه وإزالة الحشمة فيه، ونمى الخبر