للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به وأفلت مع غلام له بمال فأتى محمّدا به فقسّمه بين أصحابه.

[وكان السبب فى ذلك]

أنّ أبا جعفر أنفذ عينا له وكتب معه كتبا على ألسن الشيعة بعلامات لهم وقف عليها يذكرون موالاتهم وحسن طاعتهم ومعه مال، فقدم الرجل المدينة، فدخل على عبد الله بن حسن بن حسن فسأله عن محمّد وأعطاه العلامات، فذكر له أنّه فى جبل جهينة وقال:

- «امرر فى طريقك بعلىّ بن الحسن، الرجل الصالح الذي يدعى الأغرّ، فإنّه يرشدك.» فأتاه فأرشده. وكان لأبى جعفر كاتب على سرّه، وكان متشّيعا، فكتب إلى عبد الله بن الحسن بأمر ذلك العين وما بعث له. فقدم الكتاب على عبد الله بن الحسن، فارتاع وبعث أبا هيّار [١] إلى علىّ بن الحسن وإلى محمّد يحذّرهما الرجل، فخرج أبو هيّار حتّى نزل بعلىّ بن الحسن، فسأله عن الرجل فأخبره:

أن قد أرشده.

قال أبو هيّار: فجئت محمّدا فى موضعه [٣٩٧] الذي هو به فإذا هو جالس فى كهف معه قوم، والرجل معهم أعلاهم صوتا وأشدّهم انبساطا، فلمّا رآني ظهر عليه بعض التكرّه، وجلست مع القوم، فتحدّثت مليّا، ثمّ أصغيت إلى محمّد فقلت:

- «إنّ لى حاجة.» فنهض، ونهضت معه، فأخبرته خبر الرجل. فاسترجع وقال:

- «فما الرأى؟»


[١] . فى الطبري (١٠: ١٥٧) : هبار (بالباء الموحدة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>