فقلت:«إحدى ثلاث أيّها شئت فافعل.» قال: «وما هي؟» قلت: «تدعني حتّى أقتل الرجل.» قال: «سبحان الله، ما أقرب دما إلّا وأنا مكره، أو ماذا؟» قلت: «توقّره حديدا أو تنقله حيث انتقلت.» قال: «وهل بنا فراغ له مع الخوف والإعجال؟ أو ماذا؟» قلت: «تشدّه وتضعه عند بعض أهل ثقتك من جهينة.» قال: «هذا إذا.» فرجعنا وقد نذر الرجل، فهرب فقلت:
- «فأين الرجل؟» قالوا: «قام بركوة فاصطبّ ماء، ثمّ توارى بهذا الظرب [١] يتوضّأ.» قال: فجلنا فى الجبل وما حوله، فكأنّ الأرض التأمت عليه. وكان سعى على قدميه حتّى شرع على الطريق، فمّر به أعراب معهم حمول إلى المدينة، فقال لبعضهم:
- «فرّغ هذه الغرارة فأدخلنيها أكن عدلا لصاحبها ولك كذا وكذا.» قال: «نعم.» ففرّغها، وحمله إلى المدينة. ثمّ قدم [٣٩٨] على أبى جعفر فأخبره الخبر كلّه وعمى عن اسم أبى هيّار وكنيته وعلّق وبرا. فكتب أبو جعفر فى طلب وبر المزني فحمل إليه رجل يدعى وبرا فسأله عن قصّة محمّد وما حكى عنه العين، فحلف أنّه ما يعرف من ذلك شيئا فأمر به، فضرب سبعمائة سوط وحبس حتّى مات.