للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ اختلفت الشيعة إلى المختار، ولم يزل يبايع له ويقوى أمره حتّى عزل ابن الزبير عبد الله بن يزيد، وإبراهيم بن محمد، وبعث عبد الله بن مطيع على عملهما إلى الكوفة، فقدم عبد الله بن مطيع، [١٧٧] وطلب المختار، وبعث إليه من يثق به ليأتيه به، فتمارض المختار، وألقى عليه قطيفة وجعل يتقفقف [١] . فأقبل صاحب عبد الله بن مطيع وأخبره بعلّته، فصدّقه، ولهى عنه.

المختار يدعو الشيعة إلى محمد بن الحنفيّة

وبعث المختار إلى أصحابه، فأخذ يجمعهم فى الدور حوله ويواطئ أصحابه على الوثوب بالكوفة فى المحرّم ويدعوهم إلى المهدىّ محمد بن الحنفيّة، ويزعم أنه وزيره وخليله والشيعة مجتمعة له.

فتلاقى القوم يوما، فاجتمع رؤساؤهم فى منزل سعر بن أبى سعر الحنفىّ وفيهم عبد الرحمن بن شريح، وكان عظيم الشرف، وسعيد بن منقذ، والأسود بن جراد [٢] ، وقدامة بن مالك الجشمىّ، وقالوا:

- «إنّ المختار يريد أن يخرج بنا وقد بايعناه، ولا ندري: أرسله إلينا محمد بن الحنفيّة أم لا؟ فانهضوا بنا إلى ابن الحنفيّة، فلنخبره بما قدم علينا وما دعانا إليه، فإن رخّص لنا فى اتّباعه اتّبعناه، وإن نهانا عنه اجتنبناه.» فخرجوا، فلحقوا بابن الحنفيّة وإمامهم عبد الرحمن بن شريح.

قال الأسود بن جراد: فقلنا لابن الحنفيّة: [١٧٨]- «إنّ لنا إليك حاجة.» قال: «أفسرّ هي، أم علانية؟» فقلنا: «لا، بل هي سرّ.»


[١] . تقفقف: اصطكّت أسنانه واضطرب حنكاه من البرد وغيره.
[٢] . جراد: كذا بالأصل. وفى مط: حرار. وما فى الطبري (٨: ٦٠٥) : جرّاد (بالتشديد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>