للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «والله، لئن لم يبق من أجلى إلّا ثلاث كلمات لقلت: اقتلوه، اقتلوه، اقتلوه،» وأرسل إلى نيزك، فأمر بقتله وقتل أصحابه. فقتلوا وهم سبعمائة.

وفى رواية أخرى: إنّ قتيبة قال لبكر بن حبيب السهمي من باهلة:

- «هل بك قوّة؟» قال:

- «نعم، وأزيد [١] وكانت فى بكر أعرابيّة، قال:

- «دونك هؤلاء الدهاقين.» فقتل يومئذ اثنى عشر ألفا، وصلب نيزك وابني أخيه فى أصل عين تدعى:

وخش خاشان.

ثمّ أذن قتيبة للسيل والشذّ، فانصرفا إلى بلادهما، وأطلق جبغويه ومن عليه، وبعث به إلى الوليد، فلم يزل بالشام حتّى مات الوليد.

وكان الحجّاج يقول:

- «بعثت قتيبة [٤٨٨] فتى غرّا. فما زدته ذراعا إلّا زادني كراعا.»

فتح شومان وكسّ ونسف

ثم غزا قتيبة شومان وكسّ ونسف، ففتحها عنوة، وسرّح أخاه عبد الرحمان بن مسلم إلى السغد، فسار حتّى نزل بمرج قريب منهم، فراسله ملكها بشيء صالحه عليها، ودفع إليه رهنا كانوا معه، وانصرف عبد الرحمان إلى قتيبة وهو ببخارى، فرجعوا إلى مرو، فقالت السغد لطرخون:

- «إنّك قد رضيت بالذلّ، وأعطيت الجزية وأنت شيخ!» فقال:

- «إنّ عدوّنا قوىّ، وأرى مداراته أدوم لنا وأجمع لشملنا.» فقالوا:


[١] . أزيد: كذا فى الأصل ومط. وما فى الطبري (٨: ١٢٢٣) : أريد.

<<  <  ج: ص:  >  >>