زجاج مخروط وبلور وصينى وغير ذلك فدخلوا الدار وشغبوا فيها وخرج الوزيران عن دورهما وصارا إلى الجانب الغربي.
وكان الوزير أبو علىّ نفى الخصيبى وسليمان بن الحسن إلى عمان وكاتب صاحب عمان بحبسهما والتضييق عليهما فأطلقهما ووردا بغداد مستترين فورد على الوزير من ذلك ما أقلقه وكبس عليهما عدّة مواضع فلم يظفر بهما.
[خروج ابن مقلة إلى الموصل]
وفيها قتل الحسن بن عبد الله بن حمدان عمّه أبا العلاء سعيد بن حمدان وخرج لذلك أبو علىّ ابن مقلة إلى الموصل.
ذكر السبب فى ذلك كان أبو العلاء شرع فى تضمّن الموصل وديار ربيعة فضمّن ذلك سرّا وخلع عليه وأظهر أنّه ينفذ [١] إلى الموصل لمواقفة ابن أخيه أبى محمّد على ما عليه من مال الضمان ومطالبته بحمله وشخص فى نحو خمسين غلاما من غلمانه. فدخل الموصل وعرف ابن أخيه خبر موافاته [٤٩٨] فخرج نحوه مظهرا لتلقّيه واعتمد أن يخالفه الطريق فلا يراه ومضى أبو العلاء إلى دار أبى محمّد فنزلها وسأل عن خبره فعرّف أنّه خرج ليتلقّاه فجلس ينتظره. فلمّا علم أبو محمّد أنّ عمّه قد حصل فى داره وجّه بغلمانه فدخلوا إلى أبى العلاء إلى البيت الذي كان فيه فقبضوا عليه وقيّدوه. ثمّ وجّه بقوم علوه بأسيافهم وقتلوه ولم يقع بينه وبين ابن أخيه لقاء.
وورد الخبر بذلك إلى الراضي فأنكره وتقدّم إلى الوزير أبى علىّ بالتأهّب
[١] . ينفذ: كذا فى الأصل. وفى مط: يتقلّد. وهو خطأ.