إليه يأمره أن يوجّه بعبد الله. فوجّه به عيسى بن اصطفانوس إلى الأفشين.
فلمّا صار فى يد الأفشين حبسه مع أخيه فى بيت واحد ووكّل بهما قوما يحفظونهما. وكتب إليه المعتصم يأمره بالقدوم بهما عليه.
فلمّا أراد أن يصير إلى العراق وجّه إلى بابك:
- «أنظر ما تشتهي من بلاد أذربيجان.» قال: «أشتهى أن أنظر إلى مدينتي.» فوجّهه مع قوم فى ليلة مقمرة إلى البذّ حتّى دار فيه ونظر إلى البيوت والقتلى فيه إلى وقت الصبح ثمّ ردّ. فيظنّ أنّه تأمّل مواضع كنوزه.
[ودخلت سنة ثلاث وعشرين ومائتين]
[قدوم الأفشين ببابك على المعتصم وما فعل المعتصم به]
فقدم فيها الأفشين على المعتصم ببابك وأخيه سرّ من رأى. وكان المعتصم يوجّه [٢٤٤] إلى الأفشين كلّ يوم منذ فصل من برزند إلى أن وافى سرّ من رأى فرسا وخلعة، وكان المعتصم لعنايته بأمر بابك وفساد الطريق بالثلج وغيره رتّب بين سرّ من رأى وبين عقبة حلوان خيلا مضمّرة على رأس كلّ فرسخ فرسا معه مجر، وكان يركض بالخبر ركضا حتّى يؤدّيه واحد إلى واحد يدا بيد.
وأمّا ما وراء حلوان إلى أذربيجان فقد رتّب فيه دوابّ المرج فكانت تركض يوما أو يومين ثمّ تبدّل. وكان لهم ديادبة [١] على رؤوس الجبال بالليل والنهار ينعرون إذا جاءهم الخبر. فإذا سمع الذي يليه تعبّأ واستعدّ فلا
[١] . فى الأصل: دبّابة. وهو تحريف. فى آ: دياذبة. وفى الطبري (١١: ١٢٢٩) : ديادبة وكلاهما صحيح. وهو جمع مفرده: الديدبان: الرقيب. المراقب. (فارسىّ معرّب) .