وأقام بغا خمسة عشر يوما فى خندق محمد بن حميد حتّى أتاه كتاب الأفشين يأمره بالرجوع إلى المراغة. وانصرف الفضل أخو الأفشين وجمع من كان فى عسكر الأفشين إلى الأفشين، وفرّق الأفشين الناس فى مشاتيهم تلك السنة [٢١٨] حتّى جاء الربيع من السنة المقبلة.
ثمّ دخلت سنة اثنتين وعشرين ومائتين
وفيها وجّه المعتصم بالله إلى الأفشين جعفر بن دينار الخيّاط مددا له، ثمّ أتبعه بإيتاخ ووجّه معه ثلاثين ألف ألف درهم للجند والنفقات. فلمّا جاء الربيع ووصل إلى الأفشين ما وجّه من المال والمدد فوافاه [١] ذلك كلّه وهو ببرزند سلّم إليه إيتاخ المال والرجال وانصرف وأقام جعفر الخيّاط إلى أن حضر الوقت الذي يمكن فيه الغزو وطاب الزمان.
فتح البذّ مدينة بابك واستباحتها
وفى هذه السنة فتحت البذّ مدينة بابك ودخلها المسلمون واستباحوها.
ذكر الخبر عن ذلك وسببه لمّا عزم الأفشين على الدنوّ من البذّ جعل يزحف قليلا قليلا على خلاف زحفه قبل ذلك إلى المنازل التي كان ينزلها وكان يتقدّم الأميال الأربعة فيعسكر فى موضع على طريق المضيق الذي ينحدر إليه ولا يحفر خندقا ولكنّه يقيم معسكرا [٢١٩] فى الحسك، وكتب إليه المعتصم يأمره أن يجعل