وفيها أهمّ أبا جعفر المنصور أمر محمّد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن بن حسن بن علىّ بن أبى طالب عليهم السلام.
وكانا قد تخلّفا عنه عام حجّ فى حياة أخيه ولم يحضرا مع من حضر من بنى هاشم.
وكان يقال: إنّ أبا جعفر كان بايع محمّد بن عبد الله ليلة تشاور بنو هاشم [٣٩٢] بمكّة فيمن يعقدون له الخلافة وذلك حين اضطرب أمر بنى مروان.
فلمّا كان بعد ذلك، واستخلف أبو جعفر لم تكن له همّة إلّا طلب محمّد، والمسألة عنه وعن أخيه فسأل عنهما بنى هاشم رجلا رجلا يخليهم، فيسألهم، فيقولون:
- «يا أمير المؤمنين، قد علم أنّك عرفته يطلب هذا الشأن قبل اليوم. فهو يخافك على نفسه وهو لا يريد لك خلافا ولا يحبّ لك معصية وما أشبه هذا من الكلام، إلّا حسن بن زيد فإنّه أخبره خبره وقال: والله ما آمن وثوبه عليك، فإنّه ممّن لا يغفل عنك، فر رأيك.» فأيقظ من لا ينام، وأخذ فى تتبّعه، ودعا بزياد بن عبيد الله وكان خليفة محمّد بن خالد القسرىّ على المدينة، فبحث عن أمر محمّد، وسأل عنه وعن أخيه فقال زياد:
- «ما يهمّك من أمرهما، أنا آتيك بهما.» فرّده وضمّنه محمّد بن إبراهيم.
وكان يحيى بن خالد بن برمك يقول: اشترى أبو جعفر رقيقا من رقيق الأعراب، ثمّ أعطى الرجل البعير والبعيرين، وربّما أعطى الرجل الذود وفرّقهم فى طلب محمّد فى ظهر المدينة، فكان الرجل منهم يرد الماء كالمارّ وكالضالّ