للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاسم مولاه وابن مولاه أبى عبد الله فقال له:

- «إن كان عندك مال أصلحت لك قلوب الرجال وعقدت لك الرئاسة.» فاعترف له أبو القاسم أن عنده ثلاثمائة ألف دينار فأصلح له قلوب الديلم والرجال وواطأهم على الإيقاع بأبى الحسين وعقد الرئاسة لأبى القاسم وضمن لهم عنه الإحسان فسار الجيش الذي كان بنهر الأمير إلى مسماران وكان أبو الحسين بها فكبسوه وهو نائم فخرج من تحت الكلّة [١] ومضى ماشيا متنكرا إلى الجعفرية وكاتب الهجري يستجير بهم [٢] وقصدهم فقبلوه أحسن قبول وسألهم أن يعاونوه على الرجوع إلى البصرة وردّه إلى أمره فضمنوا له ذلك وأقام عندهم [٩٨] نحو الشهر وتقررت الرئاسة بالبصرة لأبى القاسم ابن أبى عبد الله.

ثمّ سار أبو الحسين من هجر ومعه من إخوة أبى طاهر اثنان وصاروا إلى سور البصرة فوجدوا أبا القاسم قد حفظه بالرجال واحترس منه فلم تكن لهم حيلة فى الوصول إلى البلد وطال مقامهم فضجر الهجريون وكاتبوا أبا القاسم وسفروا بينه وبين عمّه فى الصلح وسألوه أن يؤمنه ويأذن له فى الدخول إلى البصرة واحتاط أبو القاسم فى أمره إلى أن تأهّب واختار الشخوص إلى بغداد فأذن له وأطلقه فخرج وصار إلى مدينة السلام.

طمع يانس فى الرئاسة وتمكّن أبى القاسم منها

ثمّ طمع يانس فى الرئاسة وإزالة أبى القاسم عنها فواطأ روستاباش فلمّا انعقد الأمر بينهما تحرّك روستاباش والديلم واجتمعوا فى دار روستاباش وآثر روستاباش الإيقاع بيانس والتفرّد بالرئاسة فلمّا خرج يانس من عنده


[١] . فى مط: التكملة.
[٢] . فى مط: يستحييهم، بدل «يستجير بهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>