أتبعه بمن يوقع به فتحرّك يانس ورماه الديلمي بزوبين ووقع فى ظهره وهرب وصار إلى خراب بقرب دار أبى القاسم ولم يعرف له أحد خبرا وكان ليلا وسار روستاباش إلى دار لشكرستان وكان نقيب الديلم والمدبّر ليأنس.
وكان قد جزع أبو القاسم لمّا عرف الخبر وهمّ بالجلوس فى طيّاره [٩٩] والخروج عن داره فلمّا عرف لشكرستان أنّ روستاباش قد أوقع بيانس وعزم على التفرّد بالرئاسة لم يطعه وصاح الديلم وزبرهم فتفرّقوا ومضى بعضهم فى الوقت معتذرا وهرب روستاباش بالليل عند تفرّق الناس عنه واستتر وأصبح أبو القاسم وقد استقام أمره وعرف خبر يانس فحمله إلى داره مكرما ووجد روستاباش فنفاه إلى حيدة [١] وعولج يانس إلى أن برأ وأبو القاسم متهم له فلمّا كان بعد أيام قبض عليه وعلى لشكرستان وصادر يانسا على مائة ألف دينار ثمّ نفاه إلى عمان فلمّا حصل على الحديدى لينزل به خرج إليه بعض غلمان أبى القاسم فقتله وقتل لشكرستان وتمكّن أبو القاسم من الرئاسة.
وفيها عرض لتوزون يوما وهو جالس للسلام والناس وقوف بين يديه صرع فوثب ابن شيرزاد وموسى بن سليمان ومدّا فى وجهه رداء كان على رأس موسى وحجزوا بينه وبين الناس لئلّا يروه على تلك الصورة وصرف الناس وقيل لهم:
- «إنّ الأمير قد ثار المرار به من خمار لحقه.» وفى هذه السنة خرج عسكر الأمّة المعروفة بالروس إلى أذربيجان
[١] . حيدة: كذا فى الأصل ومد، وهو اسم موضع كما فى المراصد. فى مط: حبذة.