أبى إسحاق ابن أمير المؤمنين إلى الرشيد.» وقيل: إنّ ذلك لم يكتبه المأمون وإنّما مرض بالبذندون وهو نهر بأرض الروم، فلمّا أفاق أمر بأن يكتب إلى العبّاس ابنه وعبد الله بن طاهر وإلى إسحاق أنّه إن حدث به حدث الموت فى مرضه فالخليفة من بعده أبو إسحاق ابن الرشيد. فكتب بذلك محمد بن يزداذ وختم الكتب وأنفذها.
فكتب أبو إسحاق إلى عمّاله:
- «من أبى إسحاق أخى أمير المؤمنين والخليفة بعد أمير المؤمنين، أمرهم بحسن السيرة وتخفيف المؤونة. وكتب إلى جمع من فى أعماله من أجناد الشام جند حمص والأردن وفلسطين بمثل ذلك.
فلمّا كان يوم الجمعة لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة ومائتين صلّى إسحاق بن يحيى بن معاذ فى مسجد دمشق، فقال فى خطبته بعد دعائه [١٩٢] لأمير المؤمنين:
- «اللهم وأصلح الأمير أخا أمير المؤمنين والخليفة من بعد أمير المؤمنين أبا إسحاق ابن الرشيد أمير المؤمنين.» وفى سنة ثماني عشرة ومائتين توفّى المأمون بالبذندون.
[وفات المأمون ذكر سبب وفاته]
حكى سعيد العلّاف القارئ قال: أرسل إلىّ المأمون وهو ببلاد الروم وكان دخلها من طرسوس، فحملت إليه وهو بالبذندون، وكان يستقرينى [١] فدعاني يوما فجئته فوجدته جالسا على شاطئ البذندون وأبو إسحاق المعتصم
[١] . يستقرينى: كذا فى الأصل وآ ومط. فى تد (٤٦٧) : يستقربنى.