المادرائى.» فعرّفه مونس أنّه قد نفذ إلى مصر وأنّ استحضاره يبعد. ثمّ ساعده نصر وابن الخال [٢٢٢] فى ذلك، ثمّ استحضره المقتدر وشافهه بتقليده الوزارة والدواوين وخلع عليه وركب معه مونس المظفّر وهارون بن غريب إلى داره.
ذكر ما جرى عليه أمر ابن الفرات وأسبابه بعد تقلّد أبى القاسم الخاقاني الوزارة
ذكر أبو الحسن أنّه سلّم إلى شفيع كما ذكرنا فراسله شفيع على يد المعروف بالجمل كاتبه، فيما يبذله من المصادرة عن نفسه ليسلم من أعدائه ومن تسليمه إلى الخاقاني وأبى العبّاس ابن [١] بعد شرّ وهو كاتب الخاقاني فأجابه ابن الفرات بأنّه لا يفعل أو يثق من المقتدر بالله فى حفظ نفسه من تسليمه إلى أحد من هذه الطبقة. وقال للكاتب الملقّب بالجمل:
- «قل لصاحبك إنّى قد خلّفت فى يد هارون الجهبذ وابنه مائة ونيّفا وستين ألف دينار حاصلة قبلهما من المصادرين ليعرف الخليفة ذلك ويتقدّم بحملها إلى بيت مال الخاصّة من وقته هذا حتّى لا يوهمه الخاقاني أنّه هو استخرجه ثمّ يصرفه فى النفقات التي سبيلها أن ينفق من بيت مال العامّة.» فركب شفيع للوقت وأنهى ذلك إلى المقتدر [٢٢٣] فوجّه إلى الجهبذين وكانا فى دار الخاقاني لم يكلّمهما بعد لتشاغله بالتهنئة فأحضرا واعترافا بالمال وحملاه وصحّحاه فى بيت مال الخاصّة.
وتقدّم المقتدر إلى نصر الحاجب بتسليم أولاد ابن الفرات وكتّابه وأسبابه إلى الخاقاني، فسلّمهم إليه وأخذ خطّه بتسلّمهم وسلّمهم الخاقاني إلى أبى