للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب هشام إلى يوسف بن عمر فى أمر زيد بن علىّ

فكتب هشام إلى يوسف بن عمر فى أمر زيد كتابا نسخته:

- «أمّا بعد، فقد علمت حال الكوفة فى حبّهم أهل هذا البيت، ووضعهم إيّاهم فى غير مواضعهم، لأنّهم افترضوا طاعتهم على أنفسهم، وضيّقوا [١] عليهم شرائع دينهم، ونحلوهم علم ما هو كائن، حتّى حملوهم من تفريق الجماعة على حال استخفّوهم فيها إلى الخروج، وقد كان قدم زيد بن علىّ على أمير المؤمنين فى خصومة له، فرأى رجلا جدلا لسنا خليقا بتمويه الكلام وصوغه واجترار الرّجال بحلاوة لسانه وكثرة مخارجه فى حججه، وما يدلى به عند لدد الخصام من السّطوة على الخصم بالقوّة الحادّة لنيل الفلج. فعجّل إشخاصه إلى الحجاز، ولا تخلّه والمقام قبلك، فإنّه إن أعاره القوم أسماعهم فحشّاها من لين لفظه وحلاوة منطقه مع ما يدلى به من القرابة برسول الله- صلّى الله عليه- وجدّهم [غير متئدة قلوبهم، ولا ساكنة أحلامهم، ولا مصونة عندهم أديانهم] [٢] ، ميّلا إليه، وبعض التحامل عليه [١٣٨] فى أذى له [وإخراجه وتركه] [٣] مع السّلامة للجميع، والحقن للدماء، والأمن للفرقة، أحبّ إلىّ من أمر فيه سفك دمائهم، وانتشار كلمتهم، وقطع سبلهم، والجماعة حبل الله المتين، ودين


[١] . وضيّقوا: كذا فى الأصل. فى الطبري (٩: ١٦٨) : ووظّفوا.
[٢] . [غير متئدة ... ] تكلمة من الطبري (٩: ١٦٨٣) .
[٣] . [وإخراجه ... ] تكملة من الطبري، إلّا أنّ فى متن الطبري: «مع السلامة» وفى حواشيه: «معه السلامة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>