للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها قدم بمازيار سرّ من رأى وحمل على الفيل.

وكنا ذكرنا [٢٩٢] أنّ محمد بن عبد الملك قال بيتين فى بابك لمّا حمل وهو بهذا أشبه أعنى بمازيار وهما:

قد خضب الفيل كعاداته ... لحمل شيطان خراسان

والفيل لا تخضب أعضاؤه ... إلّا لذي شأن من الشان

وقيل: إنّ مازيار امتنع من ركوب الفيل فحمل على بغل بأكاف، وأمر المعتصم فجمع بينه وبين الأفشين فأقرّ مازيار أنّ الأفشين حمله على العصيان وكاتبه وصوّب له ما فعل، فضرب مازيار أربعمائة سوط وطلب ماء فسقى ومات من ساعته فصلب.

وفيها حبس الأفشين.

[حبس الأفشين ذكر السبب فى ذلك]

كان الأفشين أيّام حرب بابك ومقامه بأرض الخرّمية لا تأتيه هديّة من أهل أرمينية ولا من غيرهم إلّا وجّه بها إلى أسروشنة فيجتاز ذلك بعبد الله بن طاهر فيكتب عبد الله بخبره إلى المعتصم فيكتب المعتصم بتعرف جميع ما يوجّه به الأفشين من الهدايا إلى أسروشنة، فيفعل عبد الله ذلك.

وكان الأفشين كلّما تهيّأ عنده مال حمله [٢٩٣] فى أوساط أصحابه من الدنانير والهمايين [١] وبقدر طاقتهم كان الرجل يحمل ما بين الألف فما فوقه


[١] . الهمايين: جمع مفرده: الهميان. فارسىّ معرّب. كيس تجعل فيه النفقة ويشدّ على الوسط.

<<  <  ج: ص:  >  >>