وفيها كان مقتل المتوكّل على الله ذكر السبب فى قتله
كان سبب ذلك أنّ المتوكّل أمر بقبض ضياع وصيف بإصبهان والجبل وأقطعها الفتح بن خاقان، فكتب الكتب بذلك وبلغ ذلك وصيفا.
وكان المتوكّل واقف الفتح بن خاقان على أن يفتك بابنه المنتصر لأشياء كانت تبلغه عنه ويفتك أيضا بوصيف وبغا وغيرهما من قوّاد الأتراك ممّن كان يتّهم فكثر عتب المتوكّل قبل الموعد على ابنه المنتصر. كان يقول له:
- «سمّيتك: المنتصر، فسمّاك الناس لحمقك: المنتظر.» فمرّة كان يشتمه ومرّة يسقيه فوق طاقته ومرّة يصفعه.
فتحدّث بعض من كان [٣٤٣] فى ستارة المتوكّل قالت: التفت المتوكّل إلى الفتح وهو ثمل فقال:
- «برئت من الله ومن قرابتي من رسول الله إن لم تلطمه.» - يعنى المنتصر.
فقام الفتح فلطمه. ثمّ قال:
- «اصفعه.» فأمرّ يده على قفاه.
ثمّ قال المتوكّل لندمائه:
- «اشهدوا جميعا أنّى قد خلعت المستعجل» - يعنى المنتصر.
فقال المنتصر [١] :
[١] . كذا فى آومط وتد (٥٥٥) والطبري (١١: ١٤٥٧) : المنتصر. فى الأصل: «الفتح» المغيّر إلى «المنتصر» فى كلمة واحدة، بحيث يقرأ كلاهما على حدة ووضوح.