للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «لا نرضى إلّا بأبى عون.» فرضي خازم وأعطاهم النزول على حكم أبى عون، فلمّا نزلوا أمر أبو عون أن يوثق اشتادسيس وبنوه وأهل بيته بالحديد وأن يعتق الباقون وهم ثلاثون ألفا، فأنفذ ذلك خازم من حكم أبى عون.

وكتب خازم بالفتح إلى المهدىّ، وكتب به المهدىّ إلى المنصور.

ثم دخلت سنة إحدى وخمسين ومائة وفيها بنى المنصور الرّصافة فى الجانب الشرقىّ من بغداذ [١] لابنه المهدىّ. ذكر السبب فى ذلك

انصرف المهدىّ من خراسان إلى بغداد وشغّبت الروندية وحاربوه على باب الذهب، فدخل قثم بن العبّاس بن عبيد الله بن العبّاس، على المنصور وهو يومئذ شيخ كبير مقدّم عند القوم، فقال له أبو جعفر:

- «أما ترى ما نحن فيه من التياث الجند علينا [٤٧٤] قد خفت أن تجتمع كلمتهم فيخرج هذا الأمر عنّا، فما ترى؟» قال:

- «يا أمير المؤمنين، عندي فى هذا رأى إن أنا أظهرته لك فسد، وإن تركتني أمضيه صلحت لك خلافتك وهابك جندك.» قال له: «أفتمضي فى خلافتي أمرا لا تعلمني ما هو؟» فقال: «إن كنت عندك متّهما على دولتك فلا تشاورنى، وإن كنت مأمونا عليها فدعني أمضى رأيى.»


[١] . بغداذ: هو فى الأصل بالذال المعجمة حينا وبالمهملة أحيانا كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>