وفى هذه السنة قبض على أبى عبد الله الحسين بن أحمد بن سعدان ومن يليه وعلى أبى سعد بهرام وأبى بكر بن شاهويه وسائر أصحابهم ونظر أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف فى الأمور ودبّرها مديدة.
[ودخلت سنة خمس وسبعين وثلاثمائة]
فيها شورك بين أبى القاسم وبين أبى الحسن أحمد بن محمد بن برمويه فى الوزارة وتنفيذ الأمور وخلع عليهما جميعا.
[شرح الحال فيما جرى عليه أمر هذه الوزارة المشتركة]
كانت الحال فيما بين أبى القاسم وبين أبى الحسن بن برمويه ثابتة على الإخاء جائزة على الصفاء، وكانا يتجاوران فى منازلهما ويتزاوران فى مجالسهما، فهما أبدا عاكفان إمّا على معاشرة وإمّا على مشاورة.
فلمّا توفّى أبو الحسن على بن أحمد العماني كاتب والدة صمصام الدولة سعى أبو عبد الله ابن سعدان لأبى نصر والده فى كتابتها فعمل أبو القاسم عبد العزيز فى [١٥٤] عكس ذلك للعداوة التي بينهما.
[ذكر كلام سديد لعبد العزيز بن يوسف فى تحذير صمصام الدولة من الحجر عليه]
قاله له: إنّ أبا عبد الله قد استولى على أمورك وملك عليك خزائنك وأموالك وإذا تمّ له حصول والده مع السيدة حصلنا تحت الحجر معه وهذا أبو الحسن ابن برمويه رجل قد خدم عضد الدولة وهو أسلم خبيّة وأطهر