أن يعسكرا معهما، ويسمعا ويطيعا لهما. وكتب إليهما يعجزّهما ويضعفهما ويوبّخهما على طمع إبراهيم فى الخروج إلى مصرهما فيه واستتار خبره عنهما حتّى ظهر. وكتب فى آخر كتابه:
أبلغ بنى هاشم عنّى مغلغلة ... فاستيقظوا إنّ هذا فعل نوّام
تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... وتتّقى مربض المستنفر الحامى
قال جعفر بن ربيعة: قال الحجّاج: لقد دخلت على المنصور فى ذلك اليوم مسلّما، وما أظنّه يقدر على ردّ السلام لتتابع الفتوق والخروق عليه، وللعساكر المحيطة به، ولمائة ألف سيف كامنة له بالكوفة بإزاء [٤٤٧] عسكره ينتظرون به صيحة واحدة فيثبون، فوجدته صقرا أحوزيّا مشمّرا قد قام إلى ما نزل به من النوائب يعركها ويمرسها، فقام بها ولم تقعد به نفسه.
[ذكر آراء أشير بها على إبراهيم بن عبد الله]
لمّا وجّه أبو جعفر عيسى بن موسى إلى إبراهيم، كان معه خمسة عشر ألفا، وجعل على مقدّمته حميد بن قحطبة فى ثلاثة آلاف. فأراد إبراهيم الشخوص نحو أبى جعفر، فدخل إليه جماعة من قوّاده، فقالوا له:
- «إنّك قد ظهرت على أهل البصرة والأهواز وفارس وواسط، فأقم بمكانك ووجّه الأجناد، فإن هزم لك جند أمددتهم بجند، فخيف مكانك واتّقاك عدوّك وجبيت الأموال وثبتت، ثم [١] رأيك بعد.»