للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقتل مرداويج]

قال: وركب يوما فى موكب عظيم وخرج إلى الصحراء وكان ينفرد عن جيشه ويسير وسطا لا يجسر أحد على القرب منه فكان العالم يتعجّبون منه ومن تمرّده وطغيانه إذ اشتقّ العسكر رجل شيخ لا يعرف، على دابّة، فقال:

- «زاد أمر هذا الكافر واليوم تكفونه [١] قبل تصرّم النهار ويأخذه الله اليه.» فلحقت الجماعة دهشة وتبلّدوا.

قال أبو مخلد عبد الله بن يحيى:

وكنت فى الموكب فنظر بعض الناس إلى بعض ولم ينطق أحد منهم بحرف ومرّ الشيخ كالريح، ثمّ قال الناس:

- «لم لا نتبعه ونستعيده الحديث ونسأله من أين علم أو نأخذه ونمضي به إلى مرداويج لئلّا يبلغه الخبر فيلومنا على تركه.» فركضوا يمينا وشمالا إلى كلّ طريق وسبيل فى طلبه فلم يوجد وكأنّ الأرض ابتلعته.

ثمّ عاد مرداويج ولم يلو على أحد ودخل داره ونزع ثيابه، ثمّ دخل الحمّام وأطال، وكان كورتكين قريبا منه وخصّيصه [٢] يحرسه ويراعيه فى خلواته وحمّامه فأمره أن لا يتبعه وتأخّر عنه مغضبا فتمكّن منه الأتراك [٢٧٤] وهجموا عليه فى الحمّام فقتلوه بعد أن مانع عن نفسه وقاتل بكرنيب فضّة [٣] كان فى يده، فشقّ بعض الأتراك بطنه. فلمّا خرجت حشوته ظنّ أنّه


[١] . تكفونه: كذا فى الأصل. وفى مط: تكفر به. وفى مد: تكفنونه. وليس الأصل كذلك.
[٢] . فى مط: وخصّصه.
[٣] . فى مط: بكسر فضّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>