خروج ابن طباطبا فى الكوفة دعوة إلى الرضا من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - والعمل بالكتاب والسنّة
وفيها خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علىّ بن أبى طالب عليهم السلام يدعو إلى الرضا من آل محمد والعمل بالكتاب والسنّة وهو الذي يقال له: ابن طباطبا، وكان القيّم بأمره فى الحرب وتدبيرها وقيادة جيوشه أبو السرايا واسمه السرى بن منصور.
[ذكر السبب فى خروجه]
كان سبب خروجه صرف المأمون طاهر بن الحسين عمّا كان إليه من أعمال البلدان التي افتتحها وتوجيهه إلى ذلك الحسن بن سهل أخا الفضل بن سهل. وذلك أنّ الناس بالعراق تحدّثوا بينهم أنّ الفضل بن سهل قد غلب على المأمون، وأنّه قد أنزله قصرا حجبه فيه عن أهل بيته ووجوه قوّاده ومن الخاصّة والعامّة، وأنّه يبرم الأمور على هواه ويستبدّ بالرأى دونه. فغضب لذلك من بالعراق من بنى هاشم ووجوه الناس وأنفوا من غلبة الفضل بن سهل على المأمون [١٣٠] واجترأوا على الحسن بن سهل بذلك، وهاجت الفتن فى الأمصار. فكان أوّل من خرج بالكوفة ابن طباطبا الذي ذكرت.
وكان سبب خروجه أنّ أبا السرايا كان من رجال هرثمة، فمطله بأرزاقه وأخّره بها. فغضب أبو السرايا ومضى إلى الكوفة فبايع ابن طباطبا واجتمع إلى ابن طباطبا الناس. فوجّه الحسن بن سهل زهير بن المسيّب فى أصحابه إلى الكوفة فى عشرة آلاف فارس وراجل، فتهيأوا للخروج إليه، فلم تكن