للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه وقبض على جماعة فأخذ خدمهم وغلمانهم الروقة وأوقع بهم المكاره.

ذكر الخبر عن قبض الوزير ابن الفرات على حامد بن العبّاس

كان المقتدر قد شرط على ابن الفرات أن لا ينكب حامدا وأن يناظره على ما يجب عليه من فضل الضمان فإذا وجب عليه شيء بقول الكتّاب والقضاة أخذ بعضه وقال:

- «قد خدمني ولم يأخذ منّى إلّا رزق سنة واحدة وشرط علىّ أن لا أسلمه لمكروه ولا أدع عليه حقّا.» فاضطرّ ابن الفرات إلى إقراره على أعمال واسط وخاطبه بأجلّ دعاء، ثمّ عمل له الأعمال واستقصى عليه الحجّة وخرّج عليه أموالا عظيمة وكاتب أصحابه بمطالبته والإلحاح عليه فإن تقاعد بها وكّل به من يطالبه بالمال الواجب عليه للمصالح والبذور إذ كان ممّا لا سبيل إلى تأخيره، فإنّ أمير المؤمنين ليس يأذن فى تضمينه مستأنفا.

فأظهر صاحب الوزير ابن الفرات هذا الكتاب فى مجلسه وبلغ حامدا [١] الخبر فى الوقت فأظهر بواسط أن كتاب المقتدر ورد عليه يأمر فيه بالمسير إلى بغداد وخرج من واسط مع جميع كتّابه وحاشيته ورجّالته وحمل معه من الفرش والآلات والكسوة جميع ما كان يخدم به بعد أن احتاط [١٧٧] فى أمواله وأمتعته الفاخرة وأودعها عند ثقاته بواسط وضرب عند خروجه بالبوقات وأجلس غلمانه وحاشيته بأسرهم فى الزواريق والسميريّات وبادر بخبره على أيدى الفيوج [٢] وعلى أجنحة الطير إلى ابن الفرات وقاد دوابّه


[١] . فى الأصل: حامد (من دون الالف) .
[٢] . الفيوج: جمع فيج، فارسىّ معرّب، أصله الفارسىّ «پيك» ، وأصبح بالإنجليزية. «Lpage» :الفيج:

<<  <  ج: ص:  >  >>