للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصادرة وتوسّط ابن قرابة بينهما.

وكان ابن قرابة متحقّقا بابن الفرات وشديد الأنس بابن الحوارى، فتقرّرت [١] مصادرته بعد خطاب كثير على سبعمائة ألف دينار فى نفسه دون كتّابه وأسبابه واشترط إطلاق أحمد بن نصر البازيار لينصرف فى أداء مال التعجيل [١٧٥] وهو مائتان وخمسون ألف دينار فأطلق وأزيل التوكيل [٢] عن دار ابن الحوارى وأسبابه وسلّم جميعها إلى أحمد بن نصر.

وأمر ابن الفرات بكبس مواضع فيها أسباب حامد وكتّابه فأثارهم، وكان المحسّن يسرف فى المكروه الذي يوقعه بمن يحصل فى يده منهم حتّى إنّه أحضر ابن حمّاد الموصلي وأخذ خطّه بمائتي ألف دينار وسلّمه إلى مستخرجه، فصفعه المستخرج صفعا عظيما فلم يرض المحسّن ذلك وأخرجه إلى حضرته وصفعه على رأسه حتّى خرج الدم من أنفه وفمه ومات ولم ينكره المقتدر وقد كان أشفق المحسّن من إنكاره وخافه خوفا شديدا.

فلمّا كان بعد أيّام أنفذ المقتدر إلى المحسّن خلع منادمته وأجرى عليه من الرزق كلّ شهر ألفى دينار زيادة على رزق الدواوين، فضرى المحسّن على مكاره الناس وأسرف المقتدر فى استصابة أفعاله إلى أن بلغ الأمر فيه إلى أن غنّى الجواري بحضرته:

أحسن المحسِّن أحسن وكان استتر أبو الحسين محمّد بن أحمد بن بسطام صهر حامد بن العبّاس فاستخرجه واستخرج منه ستين ألف دينار وأخذ خطّه بمائتي ألف دينار بعد مكروه غليظ وغضبه على خادم يعرف بموج [٣] كان مشهورا بالميل [١٧٦]


[١] . فى مط: فتفرّدت.
[٢] . فى مط: التوكيد.
[٣] . كذا فى الأصل ومط: موج. فى مد: مرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>