للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعمله وتتصرف فيه خطأ وغلط وإنّ الأمر الآن قد خرج عن اليد فاخرج لى عن واسط حتى تكون هي وبغداد فى يدي بإزاء أموال الأتراك التي قد حصلت علىّ وتكون البصرة والأهواز ونواحيها فى يدك بازاء أموال الديلم واجعل أمرى وأمرك واحدا ولا تدخلنّ بيننا أحدا ولا تفتح للحرب بابا فلست من رجالها وأنا ناصح لك مشفق عليك. حافظ وصيّة مولاي فيك التي ما حفظت مثلها فىّ.» فعرض بختيار هذه الرسالة على الديلم فأنكروها وأكبروها واستخفّوا بقائلها والمتحمّل [١] [٤٢٣] لها وردّوه بالخيبة والمنابذة فجدّ سبكتكين واستعدّ للحرب وقدم كتابا من الخليفة إلى بختيار ينذره فيه وأجيب عنه بما ليس هذا موضعه ووصل جواب هذا الكتاب إلى الطائع لله وإلى سبكتكين وقد انحدرا عن بغداد وانتهيا إلى دير العاقول ومع وصوله توفّى المطيع لله وكان انحدر مع ابنه الطائع لله وحدث بسبكتكين علّة الموت فمكث فيها بدير العاقول أربعة أيام وتوفّى فحمل إلى مدينة السلام.

[اجتماع الأتراك على ألفتكين بعد موت سبكتكين]

وتماسك الأتراك وثبتوا واجتمعوا على ألفتكين مولى معزّ الدولة وكان يتلو سبكتكين عند معزّ الدولة وله رئاسة فى الأتراك وحشمة قديمة [٢] ولقاء فى الحروب للأعداء فعقدوا له الرئاسة عليهم وعمل على إتمام العزيمة فى اللقاء. وكان عبر بختيار إلى جانب واسط الغربي وأخلى الشرقي وجمع السفن والزواريق إليه ولم يترك من آلات الماء شيئا فى الجانب الشرقي ونقل التنّاء وطبقات الناس إليه وضرب مصافّه فى منازل واسط وعمل على


[١] . كذا فى الأصل ومط: المتحمّل. والمثبت فى مد: التحمل.
[٢] . كذا فى مط. وفى الأصل: وقديمة (بزيادة الواو) .

<<  <  ج: ص:  >  >>