للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ بعث عيسى إلى سهل بن سلامة، فاعتذر إليه ممّا صنع وبايعه، وأمره أن يعود إلى ما كان عليه من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأنّه عونه على ذلك، فعاد سهل إلى ما كان عليه.

المأمون يجعل علىّ بن موسى (ع) ولىّ عهد المسلمين

وفى هذه السنة جعل المأمون علىّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب [١] ولىّ عهد المسلمين، والخليفة من بعده، وسمّاه: الرضا من آل محمد، وأمر جنده بطرح السواد ولبس ثياب الخضرة، وكتب بذلك إلى الآفاق.

[ذكر الخبر عن ذلك وسببه وما آل إليه الأمر]

بينا عيسى بن محمد بن أبى خالد يعرض أصحابه منصرفه من معسكره إلى بغداد، إذ ورد عليه كتاب من الحسن بن سهل، يعلمه أنّ أمير المؤمنين المأمون قد جعل علىّ بن موسى ولىّ عهده من بعده، وأنّه نظر فى بنى العباس وبنى علىّ فلم يجد أفضل ولا أورع ولا أعلم منه، وأنّه سمّاه: الرضا من آل محمد، وأمره بطرح السواد، ولبس ثياب الخضرة، [١٥٢] وذلك فى شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، ويأمره أن يأمر من قبله من أصحابه والجند وبنى هاشم بالبيعة له، وأن يأخذهم بلبس الخضرة فى أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم ويأخذ أهل بغداد بذلك.

فلمّا أتى عيسى ذلك دعا أهل بغداد إلى ذلك، على أن يعجّل لهم رزق


[١] . وزاد فى مط: رضي الله عنهم، كما فى الطبري (١١: ١٠١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>