اجتمع رأيهما على مواقفة شرابي كان له على سمه فتوصّلا إليه وقرّرا أمور ذلك واتفق أنّ على بن كامة عمل دعوة واحتفل فيها واحتشد وسأل فخر الدولة والصاحب الحضور عنده. فواعداه بذلك وراسلا الشرابي بفعل ما تقرر معه فى هذا اليوم وأعطياه سمّا موجبا.
ودخل على بن كامة خزانة الشراب يتخيّر الأشربة ويذوقها فطرح الشرابي السمّ فى بعض ما ذاقه فأحس فى الحال باضطراب جسمه فدخل بيتا وطرح نفسه فيه وألقى عليه كساء وعلم فخر الدولة [١٤٣] خبره فتأخر عن الحضور.
وأطعم الناس وسقوا وتركه أصحابه فى موضعه وعندهم أنّه نائم ولم يقدموا على إنباهه. فلمّا كان من غد رأوه على خملته فدخلوا إليه فوجدوه ميتا.
فأنفذ فخر الدولة إلى داره من توكل بها وإلى خزانته من استظهر عليها والى قلاعه من أخذها وإلى أعماله من تولّاها. وكان لعلى بن كامة أولاد فلم يتمّ لهم الأمر مع فخر الدولة.
وليس العجب من فخر الدولة فى سمّ الرجل كالعجب من الصاحب الذي سأل بالأمس فى الخبر الذي تقدّم هذا الخبر فى الإذن له فى ملازمة داره والتوفر على أمر المعاد.
ووصل أبو نصر شهريسلار بن مؤيد الدولة الى حضرة فخر الدولة فى هذا الوقت فأكرمه.