للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقتل ابن زياد بيد ابن الأشتر]

- «إنّى قد ضربت رجلا فقتلته ووجدت منه رائحة المسك، ضربة شرّقت يديه وغرّبت رجليه، تحت راية منفردة على شاطئ جازر، وأظنّه طاغيتهم، فالتمسوه.» فالتمسوه، فإذا هو عبيد الله بن زياد قتيلا، ضربه فقطّه [١] .

وحمل شريك بن حرير [٢] على الحصين بن نمير السكوني وهو يحسبه ابن زياد، فاعتنق كلّ واحد منهما صاحبه، ونادى شريك:

- «اقتلوني وابن الزانية.» فقتل ابن نمير.

وكان شريك بن حرير [٢٤٦] مع علىّ أصيبت عينه معه، فلما انقضت حرب علىّ لحق ببيت المقدس، فلما جاءه قتل الحسين قال:

- «أعاهد الله، لئن وجدت من يطلب بدم الحسين أقبل إليه، ولأقتلنّ ابن مرجانة، أو لأموتنّ دونه.» فلما بلغه خروج المختار يطلب بدم الحسين، جاءه، فوجّهه مع ابن الأشتر.

وقتل ابن ذى الكلاع، وتبع أصحاب إبراهيم أهل الشام المنهزمين فكان من غرق أكثر ممن قتل. وأصابوا من عسكرهم كلّ شيء من الغنائم.

ومضى ابن الأشتر إلى الموصل، وبعث عمّاله، فبعث أخاه عبد الرحمن بن عبد الله على نصيبين، فغلب على سنجار ودارا وما والاهما من أرض الجزيرة، وخرج من أهل الكوفة كلّ من كان قاتل المختار وهزمهم، فلحقوا بمصعب بن الزبير بالبصرة وفيهم شبث بن ربعىّ. وكان المختار قال لأصحابه:


[١] . فقطّه: كذا فى الأصل ومط. وما فى الطبري: فقدّه. ولا يخفى الفرق بينهما.
[٢] . حرير: كذا فى الأصل ومط. وما فى الطبري وهامشه: جدير، جرير، حدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>